بناء إشكالية البحث
الإشكالية: هي منظومة العلاقات التي تنسجها داخل فكر فردي معين مشاكل عديدة مترابطة لا تتوفر إمكانية حلها منفردة ولا تقبل الحل نظريا إلا في إطار حل عام يشملها جميعا . فهي مجموعة الأسئلة المترابطة والمطروحة بطريقة متسلسلة حسب منطق داخلي والتي من المفروض التفطن لها والإجابة عليها
وبناء إشكالية بحث متوقف على أمور ثلاثة أساسة
الأمر الأول: تحديد المتغيرات الثابتة و المتغيرات المتغيرة
الأمر الثاني: تحديد العلاقة بين المتغيرات الثابتة و المتغيرات المتغيرة
الأمر الثالث: صياغة الإشكالية التي يطرحها النص
· تحديد المتغيرات الثابتة و المتغيرات المتغيرة
· 1 المتغير: مصطلح علمي يتضمن شيئاً يتغير ويأخذ قيماً مختلفة أو صفات متعددة ويمكن قياسها
أكثر التصنيفات شيوعاً التصنيف التالي:-
المتغير الثابت أو المستقل:- هو ذلك المتغير الذي يتم بحث أثره في متغير أخر أي هو الذي يؤثر ولا يتأثر.
فهو <span lang="AR-SA" style="font-size:13.0pt;Times New Roman" ;"="">أو هو ذلك المتغير الذي يحدث له تغيرات نتيجة تعرضه للمتغير المستقل والباحث في تجربته أو دراسته يقوم برصد ودراسة التغيرات التي تحدث للمتغير التابع نتيجة تعرضه للمتغير المستقل
أمثلة تطبيقية
العلاقة بين النمو والحصيلة اللغوية: فالنمو متغير ثابت و الحصيلة اللغوية متغيرتابع
العلاقة بين جنس الطفل والقدرة الحركية: فجنس الطفل متغير ثابت و القدرة الحركية متغير تابع
العلاقة بين الذكاء والتحصيل الدراسي : فالذكاء متغير ثابت و التحصيل الدراسي متغير تابع
العلاقة بين اللعب وسمات الشخصية : فاللعب متغير ثابت و السمات الشخصية متغير تابع
العلاقة بين الإعاقة والمشكلات السلوكية : فالإعاقة متغير ثابت و المشكلات السلوكية متغير تابع
2. تحديد نوعية العلاقة بين المتغيرات :
يمكن اعتبار العلاقات بين المتغيرات المذكورة أنها
- علاقة سببية حيث يترتب على المتغير الثابت المستقل وجود المتغير التابع (الظاهرة محل اتلدراسة) فيلزم من وجود المتغير الثابت أثره في المتغير التابع و من عدمه عدمه أو على الأقل يساهممع عوامل أخرى في وجود أثرها على الظاهرة المدروسة (المتغير التابع)
= علاقة إنحدار تكون بين متغيرين أو متغيرات أحدهما أو أكثر من متغير يكون أو تكون مستقلة ثُابتة التأثير بينما العامل المتغير الآخر يكون عشوائي التأثير وتابع للمتغير أو المتغيرات الثابتة التأثير ويتغير بتغير هذا العامل
صياغة إشكالية النص
لبناء إشكالية بحث لا بد من التمكن من أمرين:التمهيد( للإشكال) ثم التعبير عن هذا الإشكال وصياغته وطرحه
تحديد المشكلة :
وهي أصعب مراحل البحث العلمي , ونعني بها : صياغة المشكلة في عبارات واضحة ومفهومة ومحددة تعبر عن مضمون المشكلة ومجالها وتفصلها عن سائر المجالات الأخرى .
1- صياغة المشكلة :
هناك طريقتان لصياغة المشكلة :
أ- أن تصاغ المشكلة بعبارة لفظة تقديرية . مثال " علاقة الذكاء بالتحصيل الدراسي " . أو صياغته بأكثر تحديداً فنقول " علاقة الذكاء بالتحصيل الدراسي عند طلاب المرحلة الابتدائية "
ب- يفضل إن تصاغ المشكلة بسؤال أو بأكثر من سؤال مثال " ما أثر الذكاء بالتحصيل الدراسي عند طلاب المرحلة الابتدائية " . لان صياغة المشكلة في سؤال تبرز بوضوح العلاقة بين متغيرين أساسين في الدراسة وأنها تساعد في تحديد الهدف الرئيسي للبحث .
2- معايير صياغة المشكلة :
ونقوم بذلك من خلال المعايير التالية :
أ- وضوح الصياغة ودقتها : إن صياغة المشكلة بسؤال هو أكثر تحديداً ووضوحاً ودقة من صياغتها بشكل تقريري . أي نطرح المشكلة في سؤال مباشر .
ب- أن يتضح في الصياغة وجود متغيرات الدراسة : وهو كما في مثالنا السابق فالمتغيرات هي " الذكاء والتحصيل الدراسي " .
ج- أن صياغة المشكلة يجب أن تكون واضحة يمكن التوصل إلى حل لها " أي تكون قابلة للاختبار المباشر "
أهمية الدراسات و الأبحاث السابقة :
ان الاطلاع على الدراسات و الأبحاث السابقة قبل البدء في أول خطوات البحث يوفر للباحث ما يلي :
1- بلورة مشكلة البحث الذي يفكر فيه وتحديد أبعادها ومجالاتها
2- إغناء مشكلة البحث الذي اختارها الباحث .
3- تزويد الباحث بالكثير من الأفكار والأدوات والإجراءات والاختبارات التي يمكن أن يفيد منها في إجراءاته لحل مشكلته .
4- تزويد الباحث بالكثير من المراجع والمصادر الهامة .
5- توجيه الباحث إلى تجنب المزالق التي وقع فيها الباحثون الآخرون وتعريفة بالصعوبات التي واجهها الباحثون .
6- الإفادة من نتائج الأبحاث والدراسات السابقة وذلك في المجالين التاليين :
أ- بناء مسلمات البحث اعتمادا على النتائج التي توصل إليها الآخرون .
ب- استكمال الجوانب التي وقفت عندها الدراسات السابقة
و لتحديد إشكالية النص، نطرح السؤال التالي:
ما المسألة أو الإشكال الذي يعتبر النص بمثابة جواب عليه أو معالجة له؟فيكون الجواب على هذا السؤال، أهم محدد للسؤال المركزي الذي سيطرح في آخر المقدمة وكذا الأسئلة المتفرعة عنه
لإنجاز التمهيد، علينا أولا أن نطرح على أنفسنا أحد الأسئلة التالية:
- ما هو موضوع النص؟
- أو ما هو المجال أو القضية التي يتحرك ضمنها النص؟
- أو ما هو المفهوم أو المفاهيم الأساسية التي يتمحور حولها النص؟
بالجواب على أحد هذه الأسئلة أحدد الإطار العام للنص الذي ينبغي الآن أن "أنسجه" ضمن تمهيد مناسب، بأحد الأساليب التالية:
ا- التأطير النظري أو الإشكالي أو التاريخي لقضية النص:
مثال : يعتقد الشيعة الإثناعشرية عصمة الأئمة من أهل البيت مستندين إلى بعض ظواهر القرآن و ادعاء تواتر الأحاديث في ذلك , و من هنا يمكن التساؤل ...
. ب- تعريف المفهوم المركزي في النص: بشكل ينفتح على الإشكالية المراد طرحها:
مثال: *للغة معنيان: عام وخاص، يهمنا هنا المعنى الخاص الذي يفيد – حسب لالاند – وظيفة التعبير الكلامي عن الفكر داخليا وخارجيا. ولكن هل نفهم من ذلك أن اللغة وظيفة التعبير الكلامي عن فكر مستقل عنها وسابق في الوجود عليها ؟ أم أن الفكر لا يوجد إلا أثناء ومن خلال وظيفة التعبير الكلامي أي أن اللغة والفكر كيانان متصلان متزامنان؟
ج- الانطلاق من التقابلات:
مثال :* يبدو الإنسان أحيانا حرا في اختيار شخصيته وفق مشيئته وإرادته، في حين تكشف ملاحظات أخرى عن كونه مجرد نتاج لإكراهات و إشراطات خارجة عن إرادته. فهل الإنسان الآن... ’
د- الانطلاق من تجربة شخصية أو واقعة ملموسة أو أدبية أو من الحس المشترك:
مثال
* في رواية أوراق، يقول الراوي عن اللغة بأنها "ستار سميك يحجب المعنى"، وهذا يتناقض وما نعرفه عن اللغة من كونها أداة للتواصل ونقل المعلومة أو الخبر، مما يفترض أن تكون شفافة لا ستارا معتما، فهل اللغة...
تجنب بعض المنزلقات والأخطاء أثناءها، من قبيل:
-إطالة التمهيد بالاسترسال في تفاصيل إما أنها لا علاقة لها بالموضوع، وإما أنها مرتبطة بالموضوع لكن موقعها العرض لا المقدمة.
-طرح أسئلة كثيرة إما لا علاقة لها بالموضوع، وإما أننا لا نستطيع معالجتها كلها في العرض.
-كتابة تمهيد عام جدا وغير مفض إلى الإشكال المطروح، بحيث يكون في الحقيقة صالحا لجميع الموضوعات، كالمفتاح الذي يفتح جميع الأقفال !
و بعد صياغة الإشكالية بأتي دور التحليل الذي ينبغي إن يراع فيه أمور أهمها.
*إتباع تمش متسلسل ومنطقي لمعالجة الإشكالية المطروحة وهو ما يضمن تجنب عرض الأفكار بصورة غير منظمة ودون ترابط منطقي بينها
*الإجابة عن الإشكالية التي يطرحها البحث باعتماد تمش تدريجي في التحليل والبرهنة وفقا لتتابع عناصر التخطيط الذي تم إقراره